كان يومًا عاديًا في حياتي، كنت أبحث عن مكان جديد للجلوس مع الأصدقاء وتبادل أطراف الحديث. كنت أعلم أن هناك مطعمًا صغيرًا في الزقاق المجاور، كان الناس يتحدثون عنه دائمًا، لكنني لم أكن قد جربته قط. كان اسمه "مول ريسطو"، وكانت شهرة صاحب المطعم، الذي كان يُعرف بـ "مول ريسطو"، تجذب الانتباه. كان يُقال عنه إنه شخص ذو طبع غريب، لكن مع مرور الوقت، أصبح له زبائن دائمين بسبب طعامه الشهي.
قررت أن أذهب وأجربه بنفسي. دخلت المطعم ووجدت المكان صغيرًا ولكنه دافئ. كانت الطاولات متراصة بشكل بسيط، والديكور كان مزيجًا بين التقليدي والعصري. لم يكن هناك الكثير من الزبائن في تلك اللحظة، لكنني لاحظت أن صاحب المطعم كان يقف خلف الكاونتر بابتسامة عريضة، يتحدث مع الزبائن وكأنه يعرفهم شخصيًا.
"السلام عليكم، كيف حالك؟" قال لي صاحب المطعم بابتسامة عريضة. كان يبدو على وجهه نوع من الطيبة والحكمة، رغم ملامح التجاعيد التي رسمت على وجهه جراء السنين الطويلة.
أجبته بابتسامة أيضًا، وجلست على الطاولة. بدأت أتصفح قائمة الطعام التي كانت مليئة بالأطباق المغربية التقليدية: الكسكس، الطاجين، السجق، والمشويات... الكثير من الخيارات التي تجعل الفم يسيل. اخترت *الطاجين باللحم والخضروات* وطلبت أيضًا *شاي بالنعناع* ليكمل الأجواء المغربية.بينما كنت أنتظر وصول الطعام، بدأت ألاحظ كيف يتعامل "مول ريسطو" مع الزبائن. كان دائمًا مبتسمًا، ولكن في عينيه كان هناك شيء غريب. كان يلاحظ التفاصيل الصغيرة، حتى أكثر مما يتوقعه الزبون. كان يتحدث مع بعض الزبائن وكأنهم أصدقاء قدامى، رغم أنهم كانوا فقط من الزوار العابرين.
وصل الطاجين أخيرًا، وكان ذو رائحة رائعة، فكل مكون فيه كان يبدو طازجًا ومعدًا بعناية. عندما تناولت أول قضمة، أدركت لماذا كان "مول ريسطو" قد أصبح حديث المدينة. كان الطاجين لذيذًا للغاية، النكهات متوازنة بشكل مثالي، والطعام كان محضّرًا بحب واهتمام.
بينما كنت أستمتع بالطعام، تحدثت مع "مول ريسطو" قليلاً. أخبرني أنه فتح هذا المطعم منذ سنوات طويلة بعد أن كان يعمل في عدة أماكن، لكن حلمه كان أن يكون له مكانه الخاص، يعكس فيه ذوقه وحبه للطعام المغربي الأصيل. كان يعامل زبائنه كأنهم عائلته، ويحرص على أن يشعروا بالراحة والراحة في المكان.
كنت ألاحظ كيف كان يعامل الجميع بنفس الطريقة: بابتسامة، وكلمة طيبة، وكان دائمًا يستمع إلى طلبات الزبائن. رغم أنه كان يملك مطعمًا صغيرًا، إلا أنه كان يحقق النجاح بسبب العلاقة الطيبة التي يبنيها مع زبائنه.
بعدما انتهيت من طعامي، قررت أن أقدم له الشكر على هذه التجربة الرائعة. ابتسم وقال لي: "أنت مرحب بك في أي وقت، هذا المكان ليس فقط مطعمًا، هو منزل لكل من يحب الطعام المغربي". منذ ذلك اليوم، أصبحت زبونًا دائمًا في "مول ريسطو". تعلمت منه أن النجاح ليس فقط في جودة الطعام، بل في *الاهتمام بالناس*، وفي *التفاصيل الصغيرة* التي تجعلهم يشعرون بأنهم في مكان مميز.
Comments: (0) إضافة تعليق